Menu

وحجر الفكر واستنهاض الوعي

بالصور قراءة في كتاب "المهمشون" لسعيد عياد تدعو لمواجهة الفقر والقهر

حسن عبد الجواد _ بيت لحم

دعت قراءة لكتاب المهمشون "21 قصة قصيرة" والذي صدر مؤخرًا، لمؤلفه الأكاديمي والصحافي الدكتور سعيد عياد في بيت لحم، إلى مواجهة حالة الفقر والقهر وحجر الفكر واستنهاض الوعي الجمعي في المجتمع الفلسطيني والعربي، وذلك بحضور كتاب وأدباء ومثقفون وصحفيون وأكاديميون وطلبة جامعات، في محافظة بيت لحم.

وشارك في قراءة وعرض الكتاب خلال اللقاء الثقافي، الذي أقيم في قاعة مؤسسة الرئيس بوتين، في بيت لحم، ونظمه مركز المنار للثقافة والإبداع، بالتعاون مع نقابة الصحفيين كل من عيسى قراقع الوزير السابق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، والدكتور وليد الشوملي، والصحافي حسن عبد الجواد عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.

وقال الدكتور وليد الشوملي: "قبل الولوج في قراءة متمعنة للقصص التي تضمنها كتاب المهمشون، دعونا نعرف من هم المهمشون؟ وما أنواع التهميش المختلفة التي يقع ضحيتها أولئك الأشخاص؟ لقد كان التهميش والإقصاء وإلغاء الآخر من أكثر الآفات التي كانت وما زالت تعاني منها البشرية. والتهميش من جهة والتعددية من جهة أخرى هما بطبيعة الحال على طرفي نقيض تمامًا".

ولفت د. الشوملي إلى أنّ "أنواع التهميش المختلفة، تتضمن التهميش الاجتماعي والتمييز العنصري والتهميش الطبقي والسياسي والاقتصادي والجندري والديني والطائفي والفكري وغيرها، وأن أول ما باغتنا به الدكتور سعيد هو التهميش الديني والفكري الذي يتمثل بقصته الأولى بعنوان "الفريضة المؤجلة" التي تصور ظلاميي العصر الذين يغتصبون الأحلام والوطن والمعرفة والوعي"، مُشيرًا إلى أنّ "هذا الإقصاء هو أعنف وأبشع أنواع الإقصاء الذي يدّعي أصحابه أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وينصبون أنفسهم أولياء الله على الأرض، ويمنحون الحق لأنفسهم بالحكم على الآخرين أحكامًا ما أنزل الله بها من سلطان، ويشرعون لأنفسهم قوانين يدعون أنها إلهية من أجل التنكيل بالآخر وقتله".

وقال الدكتور الشوملي، إنّ "عيّاد خرج عن نمط المثقف التقليدي، ونادى بإعمال العقل محاولاً خلق ثقافة جديدة تحمل أدواتِ تثويرٍ في المجالات السياسية والاجتماعية والأخلاقية، ومتمردًا على القيم البالية والقوالب الجامدة التي ساهمت في تخلفنا لعصور طويلة من الزمن، وفي هذا فقد قام عيّاد بتطويع الكلمات ليجعل من اللغة أداة اتصال من جهة ويخلق منها مؤسسةً مرتبطةً بالثقافة لأجل إنتاج رؤيةٍ جديدة لتغيير واقع المهمشين من جهة أخرى".

وأضاف الشوملي: "أراد عيّاد من كتابه إرسال رسالة إلى المهمشين وإيقاظهم من صحوتهم ليعرفوا كامل حقوقهم، مستندًا على قوة سلطة المعرفة التي يؤكّد عليها ميشيل فوكو "فالمعرفة قوة"، وإذا ما عرف الفرد حقوقه نهل من قوة المعرفة تلك وعرف كيف يناضلُ من أجل الحصول على حقوقه والحفاظ عليها".

وقال عيسى قراقع، إنّ "قصص المهمشون للدكتور سعيد عيّاد تعبّر عن المنهج الاجتماعي في الأدب، وهو منهج يربط بين الأدب والمجتمع بتطبيقاته المختلفة، فالإبداع القصصي في هذه المجموعة مرتبط بحركة المجتمع، وتعبّر هذه المجموعة عن النقد السياسي ودعوة للوعي السياسي من خلال تنوير الجماهير بالأوضاع السياسية والاجتماعية للناس، وكيفية الخلاص من الأزمات العامة التي تعيشها المجتمعات العربية".

ولفت إلى أنّ "هذه القصص تربط بين المنهجين الأدبيين الاجتماعي والسياسي مع بعضهما البعض، من خلال إبراز القضايا السياسية التي تهتم بالحالة العامة في المجتمع كقضايا الحرية والمساواة وعدم التمييز الطبقي والديني على أساس الجنس والعرق والعقيدة ومسائل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وسيادة الدولة والقانون، من خلال معالجة أدبية لهذه القضايا في إطار اجتماعي"، مُشيرًا إلى "تميّز هذه القصص بالسلاسة، وببعد فني جمالي ورمزي، وابتعدت عن لغة الخطابة السياسيّة، فيما اعتمدت النصوص على اللغة كواسطةٍ بين الأدب والحياة".

وقال الصحافي عبد الجواد، إنّ "الدكتور عياد في قصصه القصيرة التي تضمنها الكتاب انحاز إلى الطبقات والفئات الفقيرة والمسحوقة عندما عنون كتابه بـ "المهمشون"، وعندما تحدث في معظم هذه القصص عن مظاهر الظلم والقهر والفقر والتخلف والشعوة وحجر الفكر بعيدًا عن تحديد الزمان والمكان في هذه النصوص، وأشاد بالصحفيين الفلسطينيين الذين تقدموا الصفوف في مواجهة وفضح سياسات وإجراءات الاحتلال، والمساهمة في صنع فضاءات الحرية والدعوة للتغيير في مجتمعهم".     

وقال الأديب والكاتب صالح أبو لبن: "سلك الدكتور عياد أسلوب قصص الحكاية.. التي كنا نسمع جداتنا وأمهاتنا يحكينها لنا في الصغر.. اذ يتعوم فيها الزمان والمكان ويستفيض الكاتب في خياله، ويعود للقرية والأزقة والعلاقات الجميلة، ويكثف الكاتب فيها القيم والأحداث والرمز إلى الحد الذي تصبح كل حكاية في الكتاب وجبة متكاملة للوجدان والعاطفة والخيال".

وأضاف: "انتظرت من خلال رؤيتي للعنوان، أن أنتقل لقضايا المهمشين أمام القضاء والمحاكم أو المهمشون في سوق البطالة وغيره، ولكن النص راح باتجاه التورية العميقة والتكثيف والرمزية بالقفز عن الأزمنة".

وكانت منار قراقع رئيسة جمعية المنار للثقافة والإبداع، رحّبت بالمشاركين والحضور، وأكّدت على أهمية تنظيم الأنشطة والفعاليات الثقافية الداعية إلى تعزيز الوعي في أوساط قطاع الشباب بشكلٍ خاص، والمواطنين بشكلٍ عام، كما تخلل اللقاء تقديم فقرات فنيّة غنائيّة وموسيقيّة.

4ed5ab16-b302-43d6-bf25-d877fbc8732b.jpg
0362b2a5-10ef-4dd5-95a1-01156773a1e3.jpg
941a9e43-70e5-402c-a312-452dd519b235.jpg
المهمشون (2).jpg
80765aac-1835-40c9-9763-9e1a9707c74a.jpg
المهمشون (3).jpg
المهمشون.jpg